20 مبدعاً من ذوي الإعاقة يتنافسون على جائزة «عمار 2022»
المصدر : صحيفة الشرق القطرية

بحضور سعادة السيدة مريم بنت علي المسند وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، انطلقت أمس في قطر جائزة عمار لدعم المبدعين من ذوي الإعاقة 2022 في موسمها السادس وبنسختها الخليجية، والتي تقام في جميع دول الخليـج للمواطنين والمقيمين، تحت شعار «الإلهام يتكلم خليجي»، وذلك ضمن جولتها الخليجية لاختيار المشاركين بمنافساتها.

وتعد قطر المحطة الرابعة للجائزة، حيث قام فريق الجائزة بجولة في عدد من مدن السعودية لاكتشاف المواهب، كما زار مملكة البحرين، والكويت ثم قطر وهي المحطة الرابعة وبعدها سلطنة عمان ليكون الختام في دبي بالإمارات، حيث تم اختيار 20 مبدعا من قطر للمشاركة في الجائزة.

وسيكون حفل الختام للجائزة الموافق 23 من شهر اكتوبر المقبل بالعاصمة السعودية الرياض، حيث يتم إعلان 5 فائزين سواء من المواهب والمبدعين او من المشاريع والافكار، والذين رصدت لهم جوائز تقارب ربع مليون ريال سعودي.

وتوجد ثلاثة مسارات للمشاركة في جائزة عمار، فالمسار الأول مخصص لذوي الإعاقة، ويشارك فيه الموهوبون المبدعون من مختلف فئات الإعاقة وبكافة المجالات، ويفوز فيه 3 مشاركين، حيث يحصل الفائز الاول على جائزة نقدية بقيمة 70 ألف ريال سعودي، فيما الفائز الثاني يحصد 50 ألف ريال، والفائز الثالث 30 ألف ريال، والثاني هو مسار خدمة ذوي الإعاقة، ويشارك بأفكار ومشاريع لخدمة ذوي الإعاقة، حيث يحصل الفائز على جائزة نقدية قدرها 25 ألف ريال سعودي، أما الثالث فهو مسار القطاع غير الربحي، وتشارك فيه منظمات غير ربحية بمشاريع لتنمية وتمكين ذوي الإعاقة، ويحصل الفائز على جائزة نقدية بقيمة 50 ألف ريال.

وتتكون لجنة التحكيم برئاسة د. عمار بوقس، رئيس جمعية الإرادة ومؤسس هذه الجائزة، والفنان طارق العلي والفنان قصي خضر والفنانة التشكيلية شروق أمين والإعلامي بتال القوس.

د. عمار بوقس: مسار جديد للمنظمات غير الربحية للمشاركة بالجائزة

تحدث الدكتور عمار بوقس، مؤسس جائزة عمار للمواهب من ذوي الإعاقة، عن انطلاق الجائزة للمرة الأولى في عام 2014، وكانت عبارة عن مسابقة لاختيار الموهوبين من ذوي الإعاقة ثم تطورت لتكون جمعية خيرية، وجاءت تحت اسم جمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة، مشيرا إلى أنها تعتبر أول جمعية في العالم لدعم الموهوبين من ذوي الإعاقة وهي مبادرة إنسانية اجتماعية استهدفت الموهوبين والمبدعين من ذوي الإعاقة، حيث قامت بصقل مواهبهم وتطوير إبداعاتهم عبر الدعم الكامل لهم.. وأوضح ان جائزة عمار تعد احد برامج الجمعية السنوية، والتي اصبحت تتوسع في كل عام، منوها إلى انه في 2021 انطلقت جائزة عمار لدعم المبدعين من ذوي الإعاقة في موسمها الأول على مستوى دول الخليج، وفي هذا العام 2022 والذي يعد الموسم السادس محلياً، والثاني خليجياً حيث تم استحداث مسار جديد للمنظمات غير الربحية.

ونوه إلى ان فريق الجائزة قام بجولة في عدد من المدن السعودية لاكتشاف المواهب، كما زار مملكة البحرين، والكويت ثم قطر وبعدها سلطنة عمان ليكون الختام في دبي بالإمارات، وسيتم اختيار 5 فائزين منهم 3 من ذوي الإعاقة و2 من المسار الثاني للمبادرات أو الأفكار التي تخدم ذوي الاعاقة، مبينا أنه بعد التصفية وصل عدد المشاركين في الجائزة في كل المحطات إلى أكثر من 250 مشاركا على مستوى المواهب، بالإضافة إلى الكثير من المشاريع والافكار في المسار الثاني للجائزة التي تخدم الاشخاص ذوي الاعاقة... وتابع: لقد تم اختيار 20 مبدعا من قطر للمشاركة في الجائزة، حيث تم مقابلة جميع المتقدمين من المواهب لاختيار المتأهلين لجائزة عمار، التي تهدف إلى تسليط الضوء على المواهب من ذوي الاعاقة وإبراز ابداعاتهم، وأطمح لأصل الى المستوى العالمي في الاعوام المقبلة.

د. شروق أمين: اختيار المشاركين في الجائزة وفقاً لتحدي الإعاقة

أكدت الدكتورة شروق أمين، عضو لجنة التحكيم وفنانة تشكيلية من دولة الكويت، ان هناك عدة معايير يتم على أساسها اختيار الفائزين والمتأهلين في جائزة عمار، موضحة ان اهم معيارين ان يتم مقارنة الاعاقة بالموهبة، ومعرفة مدى الصعوبة او التحدي الذي تشكله، فمثلا شخص لديه إعاقة حركية يمارس احد أنواع الرياضة، او الغوص فهذا يعتبر تحديا كبيرا... وأوضحت ان هناك معيارا مهما ألا وهو عمل مقارنة بين مستويات المشاركين، خاصة وان المسابقة من دولة إلى دولة، لذلك فإنهم يرون مواهب متميزة جدا، مشيرة إلى ان الهدف الاساسي من المسابقة، هو تسليط الضوء على مواهب ذوي الاعاقة والعمل على دمجهم بالمجتمع، لأنهم يشكلون شريحة مهمة من شرائح المجتمع، اى انه يمكن الاستفادة من طاقاتهم ومواهبهم وافكارهم، فهم مبدعون وملهمون.

وتابعت قائلة: وهذا العام الالهام خليجي، والعام القادم ان شاء الله على مستوى العالم العربي، والعالم ككل، وقد تقدم للمسابقة جميع انواع الاعاقات الذين يتميزون بالعديد من المواهب، وكلجنة التحكيم لدينا الجرس الذهبي الذي يمكننا استخدامه لمرة واحدة بالمسابقة كلها، ويؤهل المتسابق من هذه المرحلة مباشرة إلى المرحلة النهائية من المسابقة، بتاريخ 23 اكتوبر المقبل، وبالفعل استخدمنا الجرس الذهبي في دولة الكويت، ولكن هناك مواهب رائعة وشخصا أذهل جميع أعضاء لجنة التحكيم.

متسابقون: سعداء بالمشاركة وطموحنا الفوز

أعرب عدد من المبدعين المشاركين في مسابقة جائزة عمار لدعم المبدعين من ذوي الإعاقة، عن سعادتهم بالمشاركة في هذه المسابقة المهمة، والتي تسلط الضوء على مواهب وإبداعات ذوي الإعاقة، كما اعربوا عن أملهم ان يحالفهم الحظ في الفوز ليشكلوا قدوة وإلهاما لغيرهم من فئة ذوي الإعاقة، منوهين إلى أن مثل هذه المسابقات تشجع ذوي الإعاقة وتعمل على دمجهم في المجتمع، وتقدم لهم الدعم النفسي والمعنوي، أي أنها بمثابة تجربة ثرية.

في البداية قال المتسابق خليفة الدوسري، والذي يعاني من إعاقة سببت له شللا دماغيا، انه يمارس العديد من الرياضات مثل الجري والتزلج والرولي سكيت، ويشارك للمرة الثانية في جائزة عمار، حيث انه قد شارك العام الماضي، وقد حصد 6 أصوات من لجنة التحكيم العام الماضي.. وقال: لدى إصرار وعزيمة على الفوز في المسابقة، ولذلك حرصت على المشاركة بها للعام الثاني على التوالي، وفي حالة فوزي أنوي التوجه لأداء فريضة الحج، كما أنني اطمح لتطوير مهاراتي بشكل اكبر، وخاصة في ممارسة الرياضة، حيث إنني قد حصدت العديد من الميداليات وشاركت في مسابقات على مستوى العالم.

بدورها قالت المتسابقة عايدة الملا، والتي لديها إعاقة سمعية، إن لديها موهبة في الرسم، موضحة أنها قد شاركت العام الماضي في نسخة المسابقة، لم يحالفها الحظ في الفوز.. وأشارت إلى أنها تهدف من مشاركتها بالمسابقة إلى الاستفادة وتبادل الخبرات، حتى ولو لم تفز بها، حيث إنها بمثابة تجربة ثرية، وأعربت عن أملها أن يعرف جميع أفراد المجتمع كل ما يتعلق بالإعاقة السمعية، وان يتم تغيير مفهومهم عنهم، كما أعربت عن أملها أن تكون ملهمة لغيرها من ذوي الإعاقة... وتابعت: في حالة فوزي بالمسابقة، أتمنى أن يكون لدي مشروع لتدريب الأطفال من فئة الصم على الرسم، ومساعدتهم على تنمية مواهبهم.

من جهتها قالت سندس سلامة، معلمة من مدرسة موزة بنت محمد الابتدائية والمتسابقة في مسار خدمة ذوي الإعاقة، إنها قامت بتصميم روبوت يخدم فئة ضعاف النظر أو فاقدي البصر من ذوي الإعاقة، بهدف مساعدتهم على المشي بالشوارع ويمكن من قطع الشارع في الاتجاه المقابل، وخاصة بالشوارع التي توجد بها إشارات ضوئية، مشيرة إلى أن الروبوت المصاحب لذوي الإعاقة يصدر صوتا عبارة عن دقات سريعة عندما تكون الإشارة حمراء، ودقات بطيئة عندما تكون الإشارة حمراء، مما ينبه الأصحاء من المارة أيضا... وأضافت قائلة: أول مرة أشارك في مسابقة جائزة عمار، وأتمنى الفوز والتأهل للمرحلة النهائية.