مبادرة عمار تكتشف عازفا كفيفا وتوحديا معجزة وتشكيلية تبدع بقدمها
المصدر : الوطن أون لآين

الثلاثاء 9 يوليو 2018 م

 

انتهت لجنة تحكيم «مبادرة عمار لدعم الموهوبين من ذوي القدرات الخاصة» في موسمها الثاني من تقييم مئات الراغبين من الاستفادة من خدمات المبادرة وجمعية الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة، بعد مجموعة من الجولات شملت 4 مدن رئيسة من مدن المملكة هي جدة، المدينة، الرياض، والدمام.
وضمت لجنة التحكيم الفنانين فايز المالكي وقصي خضر، والتشكيلية بدور السديري، ومؤسس المبادرة الدكتور عمار بوقس، إضافة للإعلامي أحمد الشقيري الذي سيتواجد في لجنة التحكيم النهائية، والملحن والفنان بندر سعد الذي التحق بلجنة التحكيم في مدينة الدمام.

جوائز قيمة
تقدم المبادرة في موسمها الثاني مجموعة من الجوائز القيمة ضمن حفل ضخم تعد له الجمعية حاليا ليقام في 25 يوليو الجاري بجدة، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على 50 ألف ريال وعقد لمدة عام مع أكاديمية «الإرادة» تشمل تأهيله وتدريبه وتوظيفه ودعم المشروع الخاص به، بينما يحصل الفائزان بالمركزين الثاني والثالث على عقد لمدة عام أيضا مع الأكاديمية لتقديم كل الخدمات التي تؤهلهما لتحقيق أحلامهما.
وتستهدف المبادرة صقل الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة في المملكة وتطوير إبداعاتهم عبر الدعم الكامل لهم.

جيل مبدع
أكد مؤسس المبادرة عمار بوقس أن المبادرة نجحت في كسر عزلة المبدعين من ذوي الإعاقة، وأتاحت الفرصة أمامهم ليثبتوا أنفسهم ويصلوا بإبداعاتهم إلى الناس، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة للمتقدمين إلى المبادرة، فإنه تم اختيار نحو 100 مبدع ومبدعة فقط على مستوى المدن الأربعة ليتم تصفيتهم بعد اختيار لجنة الحكم لأفضل 3 موهوبين، ليشكلوا قمة الهرم بالنسبة للمواهب المتأهلة، مؤكدا أنه يسعى من خلال جمعية الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة إلى صناعة جيل مبدع من المواهب من هذه الفئة، واختتم حديثه بعبارته الشهيرة: «في 2030 لن نكون معاقين».

البحث عن فرصة
أعرب الفنان فايز المالكي عن دهشته من حجم المواهب التي شاهدها في مدن المملكة، مؤكدا أنه فوجئ بطاقات إبداعية فريدة لاسيما في المجالات الفنية بين الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة، وهذا يدل على أن المملكة مليئة بالطاقات والمواهب التي تبحث عن الفرصة المناسبة لبلورتها وخروجها للنور.
وأضاف أن جدة والرياض هما صاحبتا نصيب الأسد في عدد الموهوبين والموهوبات المرشحين للانضمام للمبادرة.. مشيرا إلى أنه سيتم على الفور البدء في صقل هذه المواهب فور تتويج الفائزين بجائزة المبادرة.

تنمية حقيقية
ثمن الإعلامي أحمد الشقيري فكرة المبادرة والقائمين عليها، مؤكدا أنها من الأفكار العظيمة التي تحقق تنمية بشرية حقيقية، وتؤكد أن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، يأخذ كل منهما بيد الآخر إلى طريق الخير والنماء.
وأضاف أن المبادرة حققت قاعدة شعبية كبيرة على الرغم من أن هذا هو موسمها الثاني فقط، لافتا إلى ضرورة تشجيعها ودعم القائمين عليها بكل الجهود الممكنة لتحقيق رسالتها النبيلة.
وأضاف أن الموهوب المعاق إذا وجد فرصة تحفزه وتمكنه من تحقيق أحلامه يكون أكثر صمودا وإرادة وحرصا على الإنجاز والتميز عن غيره من كثير من الأصحاء، ولهذا يجب أن نأخذ بيده، ونجعله شريكا وصانعا للتنمية الشاملة.

 أحيت الأمل في قلوبنا
أعرب عدد من الموهوبين من الجنسين عن سعادتهم البالغة بالمبادرة، وما تتيحه لهم من فرص لإثبات ذواتهم وتحقيق أحلامهم، مؤكدين أنها أحيت الأمل في قلوبهم، وأكدت لهم أن الوطن يهتم بهم.
وأضافوا أن القائمين على المبادرة أتوا إليهم في عقر دارهم ولم يجعلوهم يتحملوا عناء السفر إلى مقر الجمعية، وهذا دليل على حرصهم على التواصل مع الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة في كل مكان على أرض المملكة، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذا انعكاس لرؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي وضعتهم على طريق الأمل وتحقيق الذات.
ومن أبرز المواهب التي تقدمت للمبادرة، عازف «أورج» وموزع موسيقي لم تمنعه إعاقته البصرية عن التميز في تقديم باقة ساحرة من الألحان، أيضا موهوب مصاب بـ«التوحد» أذهل لجنة التحكيم بمعجزة إلهية وقدرة خارقة حينما أعطاه كل عضو من أعضاء اللجنة تاريخ اليوم والشهر والسنة بالميلادي أو الهجري سواء قبل 10 سنوات أو بعد 20 سنة، فأذهلهم بمعرفة في أي يوم من أيام الأسبوع كان هذا التاريخ.
وموهبة ثالثة لفنانة تشكيلية لديها إعاقة حركية برعت في الرسم بقدمها، حيث تحرك علبة الألوان بنفسها وتمسك الألوان بأصابع قدميها وتبدع في تشكيل لوحات جميلة تنافس أبرع الفنانين الأصحاء.