آل طاوي يدشن جمعية "الإرادة".. نحو جيل من الموهوبين يرتقي بالإعاقة سُلَّم المجد والتميز
المصدر : صحيفة سبق الإلكترونية - جدة

الخميس 08 مارس 2018

 

دشَّن المدير العام لفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة عبدالله آل طاوي، نيابة عن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، جمعية الإرادة التي أنشأها الدكتور عمار بوقس مساء أمس الأربعاء بجدة. وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة، كما تم تكريم الشركاء، وبينهم صحيفة "سبق" بوصفها شريكًا إعلاميًّا إلكترونيًّا. وكان الدكتور عمار بوقس قد أطلق هذه الجمعية قبل أربعة أعوام قبل أن يلتقي أمير منطقة مكة المكرمة.

وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة العضو الفخري للجمعية، الأمير خالد الفيصل، قد اطلع خلال لقاء سابق مع مؤسسها د. عمار بوقس وعدد من أعضائها على أعمالها وأهدافها، والمشروعات التي تنفذها لخدمة الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة.

وأشاد الأمير الفيصل خلال اللقاء بالدكتور بوقس وأعضاء الجمعية مؤكدًا أنهم قهروا المستحيل، وأثبتوا من خلال الجمعية أنه "بالإرادة والإدارة تتحقق الصدارة".

ووصف الأمير خالد الفيصل "بوقس" بأنه أضحى "مضربًا للمثل"، وأنه ورفاقه أثبتوا للعالم أجمع أن "الإعاقة الحقيقية في الفكر لا في الجسد". مثمنًا الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الجمعية، ومؤكدًا أن السعودية لا تتوانى في تذليل جميع الصعوبات التي قد تواجهها، وكذا جميع الجهود التي تصب في مجالات النفع العام.

مضيفًا بأنه كان يمكن أن يستسلم لوضعه الصحي المعقد، ويرضى بأن يكون رقمًا في سجلات المعاقين الذين لا يسمع عنهم أحد، وتنطوي أيام حياته بعيدًا عن الأنظار والأضواء، وتُدفن مواهبه مع روحه.. لكنه أبى.. وناضل وكافح.. صحيح أنه لا يتحرك منه سوى عينيه ولسانه إلا أن عقله وقلبه كانا يعملان بطاقاتهما القصوى؛ لذا فقد تمرد على إعاقته، ونافس الأصحاء على التعلم حتى تفوق عليهم، وتخرج، وحاز أرفع الدرجات العلمية.. وحقق ذاته بأفضل ما يكون، وقهر المستحيل، لكنه أيضًا لم يتوقف.. فليس هذا فقط كل ما كان يتمنى ويحلم.. لأنه يريد أن تترجم أحلام وأمنيات هذه الفئة إلى واقع تعززه مواهبهم وعزيمتهم القادرة على النفاذ في الصخر.

وهكذا جاءت مبادرته قبل أربعة أعوام لجمع الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة في كيان ينمي قدراتهم، ويصقل خبراتهم، حتى يمكنهم من تحقيق كل أحلامهم وطموحاتهم، ومن ثم حانت اللحظة لأن تتحول هذه المبادرة إلى كيان رسمي من خلال جمعية تعد الأولى من نوعها، ليس فقط على مستوى السعودية، بل على العالم أجمع.. هذه باختصار كانت قصة دكتور عمار بوقس مع جمعية "الإرادة لدى الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة"، التي نتعرف إليها أكثر في سياق التقرير الآتي:

وفي عام ٢٠١٤م كانت الانطلاقة الأولى لمبادرة عمار لدعم الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة، وهي المبادرة التي نشأت منها فكرة الجمعية كمظلة إنسانية اجتماعية، تستهدف الموهوبين والمبدعين من ذوي الإعاقة في جميع أرجاء السعودية، وصقل مواهبهم وتطوير إبداعاتهم عبر الدعم الكامل لهم. وقد حظيت المبادرة بحفاوة بالغة في الشارع السعودي والعربي؛ الأمر الذي أهَّلها لأن تحقق المركز الأول لجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للعمل التطوعي ٢٠١٥م.

وحضر حفل التدشين الذي احتضنه فندق حياة بارك - جدة، وقدمه الإعلامي محمد الشهري، العديد من المسؤولين ونجوم الفن والرياضة ومشاهير السوشيال ميديا المحليين والخليجيين والعرب، إضافة إلى عدد من أعضاء الجمعية من الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة، مع حضور واسع لرجال الصحافة والإعلام.

وقد وضعت الجمعية مجموعة من الأهداف الطموحة حتى العام 2021 وفق فترات زمنية محددة كالآتي:

أهداف قصيرة المدى وتتضمن:

- الكشف عن الموهوبين من ذوي الإعاقة في جميع أرجاء المجتمع السعودي، وتوفير الدعم المادي المنتظم لهم.

- توفيـر فــرص وظيفية مناسبة لهــذه الفئة، وإبرازهم إعلاميًّا وتسويقيًّا واجتماعيًّا.

- تنظيم الأنشطة، الفعاليات، المؤتمـرات، الدورات التدريبية وورش العمــل الخاصة بالموهوبين من هذه الفئة، واستقطـاب الخبرات المحلية والعالمية في هذا المجال للاستفادة منها.

أهداف متوسطة المدى وتتضمن:

- تخطي جميع العقبات، وتوفير البيئة المناسبة من خلال عقد شراكات مع مختلف الجهات المعنية بالمجتمع، سواء كانت حكومية أو خاصة.

- قياس وتقييم المواهب من خلال تصميم نظام معياري مبني على أسس علمية منهجية؛ لتمثل نموذجًا عالميًّا رائدًا.

- المشاركة بالمواهب اللامعة التي تبنتها الجمعية في المحافل والمنافسات الدولية للاحتكاك مع النابغين من هذه الفئة من شتى الدول المتقدمة؛ لرفع المستوى الفكري والإبداعي للمبدع السعودي من هذه الفئة.

- استقطاب الشخصيات البارزة في المجتمع، وضمها إلى عضوية الجمعية بهدف تطويرها وتعزيز رسالتها في المجتمع.

أهداف طويلة المدى وتتضمن:

- العمل على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، وذلك بزيادة الوعي من خلال إنشاء حملات وبرامج توعوية وتثقيفية.

- التطوير المستمر للخدمات المقدمة من الجمعية من خلال توقيع مذكرات التفاهم محليًّا وعالميًّا.

- زيادة فروع الجمعية؛ لتغطي مختلف أنحاء السعودية، والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.

وتواصل الجمعية رسالتها نحو الموهوبين والموهوبات من ذوي الإعاقة بتقديم شتى أنواع الدعم، ومنها:

الدعم المالي: إذ تقدم الجمعية إعانة مالية شهرية للمستفيدين المحتاجين وفق شروط وضوابط محددة، أهمها ألا يكون المستفيد مسجلاً في التأمينات الاجتماعية، ولا توجد لديه أملاك مسجلة باسمه. كما تقدم الجمعية قروضًا ميسرة للمستفيدين الراغبين في ذلك وفق ضوابط وشروط محددة.

الدعم الصحي: تبذل الجمعية دورًا رائدًا في توفير الرعاية الصحية الكاملة لمستفيديها داخل البلاد وخارجها، وكذا توفير أي مستلزمات طبية وأجهزة تعويضية قد يحتاجون إليها.

الدعم العلمي: تحرص الجمعية على تأهيل مواهبها بالدورات التدريبية وورش العمل والبرامج التعليمية بغرض صقل مواهبهم وتطويرها، إضافة إلى المشاركة في الندوات والمؤتمرات والمسابقات والفعاليات داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى تمكين مستفيديها من مواصلة تعليمهم في مختلف المراحل داخل وخارج السعودية.

الدعم النفسي والاجتماعي: تقدم الجمعية للمستفيدين خدمات علاجية نفسية عبر أخصائيين نفسيين واجتماعيين من خلال جلسات واستشارات نفسية واجتماعية لهم ولأسرهم؛ لتعزيز اندماجهم في المجتمع.

الدعم الإعلامي والتسويقي: تقدم الجمعية لمستفيديها الدعم الإعلامي والتسويقي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتسويقهم بالشكل الذي يعود عليهم بالنفع والفائدة؛ لتتحقق رؤية ورسالة الجمعية من خلال تحسين الصورة الذهنية لهذه المواهب على الصعيد الاجتماعي.

الدعم اللوجستي: تقدم الجمعية لمستفيديها دعمًا لوجستيًّا كبيرًا من خلال التنسيق مع القطاعات الحكومية كافة والجهات ذات العلاقة المعنية بحل مشاكل هذه الفئة، وتذليل شتى الصعاب التي تعترضها؛ لتوفير البيئة المناسبة لها لنثر إبداعاتها.

مشاريع الجمعية:

وعلى أرض الواقع تنفذ الجمعية سلسلة من المشاريع المتنوعة لخدمة الموهوبين والموهوبات أعضاء الجمعية، منها:

- شروع أكاديمية الإرادة، وهو برنامج مدته سنة كاملة، يعمل على تخريج أفضل عشرة مواهب من ذوي الإعاقة في السعودية من خلال تدريبهم وتأهيلهم، ومن ثم توظيفهم، ودعم أول مشروع لهم.

- "خليك في موهبتك"، ويتضمن: برامج للإعانة المالية، والقروض الحسنة الميسرة.

- مشروع "صحتك أولاً": ويتضمن برامج لتوفير "الأجهزة الطبية، الأطراف الصناعية والرحلات العلاجية".

- مشروع "كملها بعلمك": ويتضمن برنامج البعثات التعليمية.